الصفحات

الاثنين، 29 أبريل 2013

تاريخ نشأة قرية كنب الضلوع

تاريخ نشأة قرية كنب الضلوع 

دور العم سعيد بن سلامه بن جويان الثنيان يرحمه الله في نشأة هذه القريه 


 تقع قرية كنب الضلوع شمال غرب بلدة الحفير بحوالي خمسة عشر كيلو متر تقريبا بوسط صحراء النفود الكبير وهي قرية صغيرة في مكان واسع تحيط بها رمال النفود من جميع جهات وتوجد في الجهة الجنوبية الغربية عدد من الجبال البركانيه متوسطة الارتفاع وقد اخذت القرية اسمها منها والتي يوجد على صخورها رسومات وكتابات ونقوش تعود الى حقبة الثموديين والبابليين مما يدل على أن هذه القرية الصغيرة كانت محطة لهم في تنقلاتهم التجارية داخل جزيرة العرب كما أن هذه القرية يوجد بها عدد من الآبار القديمة المدفونة وبها آثار طي الحجارة مما يعني أن هذه القرية ربما تكون من منازل الطائيين في الجبلين بحكم قربها من الحفير. وأنا ارجح أنها ربما تكون عباقل التي ذكرها ياقوت الحموي الى جانب الحفير في القرن السابع الهجري وتعد كنب الضلوع من قرى عشيرة الثنيان والزميل بعد الحفير حيث نشأت بعد توحيد الملك عبد العزيز آل سعود للبلاد وبعد أن انتهت فترة انعدام الأمن والاستقرار والنزعة القتالية (الغزوات) التي تقوم بها القبائل الرحل ضد بعضها (القوي يأكل الضعيف) والتي غالباً ما ينتج عنها مآسي كثيرة وبدأت فترة الاستقرار والاستيطان في أماكن عرفت بالقرى وعلى الرغم من ذلك حافظت البادية على نمط حياتها ومعيشتها القائمة على تربية الماشية والتنقل من مكان إلى مكان طلباً للماء والكلأ وكان هاجس البادية هو البحث عن المرعى الجيد والماء الوافر. وفي عام 1373هـ خرج سعيد بن سلامة بن جويان الثنيان الذي عرف عنه صفات عديدة من أبرزها الشجاعة والإقدام فقد كان احد أفراد جيش الملك عبدالعزيز في حرب الرغامة وحصار جدة عام 1345هـ حيث ابلي بلاء حسنا كما عرف عنه صدقه وتفانيه في خدمة عشيرته لاختيار مكان مناسب لحفر بئر يكون قريباً من مراعي البوادي التي في النفود وكان خروجه بدوافع إنسانية بحته من اجل توفير الماء للبدو الرحل من الزميل ومن القبائل الأخرى حيث وجد مكان مناسب لحفر البئر الذي قامت عليه قرية كامب الضلوع وشرع بحفر بئر يكون مورد للبوادي المتنقله يساعده عددا من رجال الزميل الكرام وقد تكلل عملهم بالنجاح بظهور الماء ثم بدأ بعد ذلك حفر الآبار في هذه القرية حتى أصبحت من القرى المشهورة بوفرة الماء وشكلت مورداً هاماً للبوادي. وقد سار أبناء سعيد على نهج أبيهم في التفاني والإخلاص لأجل خدمة عشيرتهم حيث زودني الشاعر الفذ خليف بن عواد بن عدوان الثنيان الذي يعد من فحول شعراء الثنيان و الزميل بقصة وقصيدة تحكي واقعاً ملموساً عايشه الشاعر بعنوان (حياتنا قبل أربعين عاماً) واقتبس من كلامه مايلي ((قبل أربعين عاماً مضت كانت الحياة صعبة والعيشة قاسية وكان الناس يبحثون عن الماء لقلته وندرته وكان سعود السعيد وإخوانه مطلق ورحيل ينزلون في القليب ولم يسمحوا لأحد من الجماعة أن ينزلوا معهم حفاظاً على أرواحهم وخوفاً من أن ينهار القليب مفادين بأنفسهم لأجل خدمة الجماعة حتى أموه(ظهر الماء) القليب وصار فيه ماء وافر والتم الثنيان الموجودين في هذه الديار عليه كما أنهم كانوا يقضون لوازمنا الخاصة بسيارتهم دون كلل أو ملل فجزاهم الله ألف خير)) ومما قاله الشاعر الفذ خليف بن عواد بن عدوان الثنيان برجال الجويان من الثنيان قصيدة رد ثناء

 بديت بسم أمكون الكاينـــــــــــــــــــــاتي 
                             علام ماكن الحشــــــــــــــا من خفايا 
سامع دبيب النمل فوق الصـــــفاتـــــــــي 
                              رزاق ما بالكون بصرا وعمــــــــايا
 فارض على المسلم صيام وصـــــــــلاتي 
                              رب كريم وغافـــــر للخطــــايــــــــا 
من بعدها بديت بنظم البيــــــــــــــــــــاتي 
                               وزنتهن وزن الذهـــب للصـــــــــبايا
 أبمدح اللي فعولــــهم ماضـــــــــــــــياتي
                              لو أنهم ماهم عليـــكم خفـــــــــــأيــــا 
اللي جمعونا عقب مااحنا شتــــــــــتـاتي
                              يوم المجاعة والســـنين القســـــــــايا 
وانشوا لنا جو ترده الضمـــــــــــــــــــاتي
                                عقب العطش تروى عليه الضمــايا 
ماينحصي صدره من ألوارداتـــــــــــــي
                              تارد عليه من الضوامــــــــي سرايـا 
ولـو ماذكـرت افعولهـم بيناتــــــــــــــــي
                               ابين من اللي يومـي براس النبـــــايا 
وعن مدحي الجويان لهم القناتـــــــــــــي
                               تشهـد لهـم بالطيــب كــل الطنـــــايا 
وإلا الردي مايحرج الطـــــــــــــــايلاتي 
                               ولا يشبه الطيب خبيث الســــــــجايا 
ورد الثنا واجب علي ومن صفــــــــاتي 
                                 ولا اقول قول مزيفين الحــــــــكايا 
ولاخير في قولاً بليا اثبـــــــاتـــــــــــــي 
                                 والكذب تنفاه العقول الصــــــــحايا 
ولو ما فعول الرجال متخالفاتـــــــــــــي 
                                ماتعرف اهل الطيب واهل الردايــا
 ومن ماوقف بالكود والكايداتــــــــــــــــي 
                                 ماحداً طلب منه الفزع بالرخـــــايا
 وابـي اطلب الله بكل وقت وصلاتي
                                   عساه يمطـــــر قبل كل القرايـــا 
وعسى جباله بالوسم سايلاتــــــــــــــــي
                               وتذكر قعور الكنب من الماء مـــلايا 
وصلوا عدد مااوما الهوى بالنــــــــباتي
                                   واعداد ماينــــــحر نهار الضحايا 
على شفيع الخلق بيوماً عراتــــــــــــــي 
                                    بالماقف اللي به حفات وعرايــــا

 وبهذا نكون قد أعطينا القارئ الكريم نبذه جغرافية وتاريخية عن قرية كنب الضلوع التي كانت ولا تزال موردا مائيا هاما للبوادي الرحل كما ان للجانب الديني و الإنساني (الاجر والثواب من الله في سقي الماء للبوادي الرحل ) دورا كبيرا في نشأتها على يد العم أبو سعود يرحمه الله ولا يزال ابنه الأكبر العم سعود حفظه الله يسير على خطى والده في هذا النهج الديني والإنساني الكريم