الأربعاء، 27 مارس 2013

حاتم الطائي ( الكريم الموحد)

حاتم الطائي (  الكريم الموحد)

لازال المجتمع الحائلي غاضبا وخانقا على الفئة المتسببة في نزع اسم الطائي من لوحة مدرسة ابتدائية في حي أجا كانت تحمل اسم مدرسة حاتم الطائي الابتدائية واستبداله باسم حاتم فقط دون الطائي ليصبح الاسم غير معروف ونكرة ولا أظن ان وزارة التربية والتعليم  تسمي المدارس بهذه الأسماء المجردة غير المعروفة فالثابت لدينا ان الوزارة تسعى دائما الى تسمية المدارس باسماء المشاهير والاعلام من امثال حاتم الطائي وزيد الخير وعمر بن الخطاب ومعن بن زائدة والفارابي والخوارزمي .....الخ

وقد تضاربت تصريحات المسئولين في تربية حائل حول المتسبب في نزع اسم الطائي من هذه المدرسة فالبعض ذكر ان المتسبب هو المقاول الذي وضع اللوحة المدرسية والبعض ذكر ان المدرسة اسمها مدرسة حاتم فقط دون الطائي وان ختم المدرسة ومعاملاتها الرسمية لايوجد بها اسم الطائي ومهما يكن من امر فان هذه التصريحات غير كافية فلا بد من التحقيق في هذه المسألة ومعاقبة من ارتكب هذا العمل التجاوزي على مؤسسة تربوية للدولة وعلى شخصية حاتم الطائي الذي ارتبط اسمه دائما بمكارم الاخلاق  فلابد من معرفة دوافعه هل هي فكرية تكفيرية او قبلية تعصبية فتلك مشكلتان لابد من معالجتها قبل ان تستفحل ويصبح امرها خطيرا على المجتمع وفكره بشكل عام فالسعي دائما الى تبريد وتخدير هذه المشكلة دون النظر اليها والتحقيق لمعرفة الجناة ومعاقبتهم فأن ذلك سوف يكون له انعكاسات خطيرة فيجب وأد تلك المشكلتين من البداية  حتى لايستفحل هذا الفكر المتشدد ويشكل مشكلة اخرى على تعليمنا وثقافتنا مع قناعتي التامة بان الفكر الاسلامي الصحيح الذي بناه رسولنا صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم  هو اول من تبنى محاربة التشدد والتنطع في الدين

ان علمائنا الاجلاء ومنهم المنيع  افتوا  بعدم جواز هذا العمل وان من قام بنزع اسم الطائي من هذا المدرسة  هو متنطع ومتشدد في الدين ويرى اكثر المهتمين وانا منهم بأن من قام بهذا العمل  هو من المتعصبين القبليين الذين لبسوا عباءة التشدد للوصول الى غاياتهم التعصبية القبلية ولمحو ارث امة الجبل الطائية لكننا نؤكد للجميع من هذا المنبر ان ارث وتاريخ المنطقة بما فيه تاريخ حاتم الاخيار راكز في المصادر التاريخية والادبية ولن يستطيع أي متعصب او متشدد ان يمحو هذا التاريخ  الضارب بجذوره الى ماقبل الاسلام بحوالي 400سنة من خلال هذه اللوحة
ان حاتم بن عبدالله بن سعد الطائي هو الجواد الكريم الذي بذل ماله كله في سبيل اكرام ضيوفه واغاثة ابن السبيل و الضعفاء والفقراء  وهو الغارس و الباني الحقيقي لمكارم الاخلاق  بما فيها الكرم والبذل والسخاء وقد اثنى عليه رسولنا الكريم بعد حديث سفانه معه فاين هؤلاء من كلام وهدى رسولنا صلى الله عليه وسلم

ويعد حاتم من الموحدين والمؤمنين وقد دلت اشعاره على انه موحد ومؤمن برزق وقضاء الله وقدره إلا انه مات قبل الاسلام باربعين سنة وهو من الموحدين ولايطلق عليه كافر وجاهلي لان  الكافر هو من وصلته رسالة رسولنا الكريم ورفضها وعمل على محاربتها  استكباراً واستعلاءً ولسنا بصدد التوسع في تحليل تلك المصطلحات الدينية .
 إلا اننا نؤكد لمن قام بهذا العمل الجاهل والذي يدل على ضيق التفكير ومحدوديتة وقلة الاطلاع  عليك الرجوع الى تلك المراجع الدينية لمعرفة على من تطلق هذه الكلمة (كافر وجاهلي)  وبهذا تستطيع ان تتخلص من هذا الفكر الضيق وتخطو خطوة نحو الفكر الواسع

ياابا عدي وعبدالله وشبيب وسفانة وياجد طريف وزيد ويامن غرست الجود والكرم في جبلينا اجا وسلمى تاريخك ناصع وثابت في الكتب ولن يحجبه متشدد او متعصب بخزعبلاته الكاسدة ولو كنت مسلم لترحمنا عليك ويكفيك شهادة رسولنا صلى الله عليه وسلم  وثنائه على فعلك وعملك النبيل وستبقى في ذاكرتنا وقلوبنا نبراسا للكرم والسخاء تذكرك الاجيال جيلا بعد جيل.
بقلم الاستاذ
فايز بن عواد الثنيان
باحث ومؤرخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق